المشروع الريادي هو شركة مؤقتة تهدف للبحث عن نموذج عمل قابل للتكرار و التكبير

إن كانت هذه هي المرة الأولى التي تقرأ فيها هذا التعريف، لا عليك. فهناك الكثير من المعلومات المغلوطة حول المشاريع الريادية، ولهذا سنناقش في هذه المقالة السؤال الهام.

المشروع الريادي المشاريع الريادية

ما هو الفرق الرئيسي بين المشروع الريادي و المشروع الصغير؟

الفرق بين المشروع الريادي و المشروع الصغير غالباً يعود لأهداف النمو الخاصة بالشركة و توقعات العوائد. المشاريع الريادية تهدف إلى التكبير والتوسع في الأسواق و الحصول على الأرباح المرتفعة بوتيرة سريعة، بينما تركز المشاريع الصغيرة على النمو طويل الأجل و المستقر في السوق الحالي.

إذا كنت في مجال الصناعة التقنية فلا بد أنك سمعت بمصطلح المشروع الريادي و إذا كنت تتابع تطورات مجمع تقني مثل (سيليكون فالي – وادي السيليكون)، أو في هونغ كونغ أو نيويورك فمن المحتمل أنك تعرف بعض ريادي الأعمال!

على الرغم من أن هناك مئات الآلاف من المشاريع الريادية سنوياً في الولايات المتحدة لوحدها فالعديد من الناس للآن لا تميز الفرق بين المشاريع الريادية و تلك الصغيرة و ثقوا بي هناك اختلاف كبيربين النوعين. 

لتمييز الفرق دعونا نتعرف أكثر على تعريف المشروع الريادي.

ما هو المشروع الريادي؟

لسنوات قام المستثمرون بمعاملة المشاريع الريادية و كأنها إصدارات (نماذج) أصغر من الشركات الكبيرة. و هذا يسبب إشكالية لوجود فرق إيديولوجي و تنظيمي بين المشروع الريادي و المشروع الصغير و المشروع الكبير و هو ما يوجب استراتيجيات تمويل و معايير أداء مختلفة بين هذه النماذج.

بحسب ريادي الأعمال و أسطورة وادي السيليكون ستيف بلانك المشروع الريادي هو" شركة مؤقتة تهدف للبحث عن نموذج عمل قابل للتكرار و والتكبير"، المشروع الريادي الذي يناقشه في سياق صناعة التكنولوجيا سيكون اختصاراً " مشروع ريادي قابل للتكبير" و هو البحث لإثبات أن نموذج العمل يعمل بشكل سريع و قادر على ترك أثر كبير على السوق الحالي و هو ما يقودنا إلى الفرق الرئيسي الأول بين المشروع الريادي و المشروع الصغير وهو:

١. المشروع الريادي قابل للتكبير ولديه نموذج عمل مناسب ليصبح مشروعا كبيرا بأقل موارد ممكنة

كما يصف بلانك، مؤسس المشروع الريادي لا يهدف فقط أن يكون مدير نفسه، و لكن ينظر للاستيلاء على الكون بأكمله. من اليوم الأول هدف الريادي هو النمو إلى شركة كبيرة جداً (فيسبوك مثلا)، حيث يعتقد الريادي أنه وجد "الفكرة الكبيرة" التي سوف تهز الصناعة و تأخذ الزبائن و العملاء من الشركات الحالية و حتى أنها ستخلق سوقاً جديداً.

وذلك لا يعتمد فقط على نية رائد الأعمال في التكبير، وإنما في قدرة المشروع على التكبير بأقل تكاليف وموارد ممكنة.

هذا الموقف هو تعارض حاد مع تعريف المشروع الصغير، و الذي بحسب تعريف إدارة المشاريع الصغيرة الأمريكية "مشروع مملوك و يتم تشغيله بشكل مستقل، منظم للربح، و هو ليس مسيطرا في مجاله". 

من الممكن أن صاحب المشروع الصغير ينشىء المشروع و هو يعتقد أنه يغلق الفجوة أو يقدم خدمات في السوق الحالي، بما يولد عوائد مستقرة و طويلة الأمد. لذلك فإن القوة المحركة بين نموذجي العمل مختلفة، مؤسس المشروع الريادي يهدف إلى زعزعة السوق الحالي بنموذج عمل كبير و قابل للتكبير، بينما نية مؤسس المشروع الصغير هو أن يكون مدير نفسه و يوجد لنفسه مكانا في السوق المحلي.

للتأكيد فإن معظم المستثمرين في السوق الأمريكي هم أصحاب مشاريع صغيرة، محلات البقالة، صالونات الشعر، السباكون، الكهربائيون و مساهمتهم في الاقتصاد المحلي كبيرة جداً، المشاريع الصغيرة توظف أكثر من 40 مليون عامل.

على أي حال، الدافع وراء المشروع الصغير يختلف تمام عن الدافع وراء المشروع الريادي.

٢. المشروع الريادي مؤقت

الفرق الرئيسي التالي، هو في المدة المخطط لها للمشروع. الوظيفة التنظيمية للمشروع الريادي تهدف إلى إيجاد نموذج عمل قابل للتكرار والتكبير و بحسب بلانك هذا يعني أن لمؤسس المشروع الريادي 3 وظائف.

أهداف مؤسس المشروع الريادي

  1. تأمين رؤية للمنتج مع عدد من الخصائص.
  2. خلق سلسلة من الافتراضات حول أجزاء نموذج العمل: من هم الزبائن، ما هي قنوات التوزيع، كيف نبني و نمول الشركة...؟
  3. اختبار صحة النموذج واكتشاف فيما إذا كان الزبائن يتصرفون كما هو متوقع.

بحسب هذا التعريف، فعندما يتم إثبات صحة النموذج فنشاط المنظمة سينتقل لتحقيق العوائد و تطبيق النموذج و في العديد من الحالات يتم إزالة الآجيليتي (الرشاقة و الخفة) و الابتكار التي كانت موجودة في بداية المشروع.

٣. المشروع الريادي يتم تمويله بطريقة مختلفة

كل من المشاريع الصغيرة و المشاريع الريادية تبدأ بالتمويل بطريقة متشابهة: من خلال مدخرات المؤسس، العائلة و الأصدقاء، أو من القروض المصرفية.

في حال نجاح المشروع الريادي فإنه سيحصل على تمويل إضافي: من مستثمرين مباشرين، أو من مستثمرين رأسماليين و في حال كان محظوظاً من خلال طرح أولي في البورصة و سوق المال. في كل مرحلة تمويل جديدة يتنازل المؤسس عن جزء من الملكية و الكل يصبح شريكا معه.

بالنهاية، المشروع الريادي قد ينتهي من الوجود ككيان مستقل من خلال الاندماج أو الاستحواذ، أما بالنسبة للمشروع الصغير فالتخلي و نقل التحكم سينفي القدرة على إدارة المؤسس لعمله الخاص، و بأي حال فهذا سيكون ضروريا للحصول على نمو كبير (للمشروع الريادي).

على الرغم من أن كل المشاريع الصغيرة و الريادية تدار من قبل رواد أعمال، إلا أن الهدف، و النشاط الرئيسي و التمويل لنموذج العمل مختلف بشكل كبير جداً.

٤. المشروع الريادي يواجه مخاطر كبيرة

الريادي يحاول أن يثبت أن الرؤية الخاصة بالمنتج أو الخدمة ستقوم بالفعل بهز السوق، و على الرغم من البحث الطويل قبل الإطلاق فالرياديون بشكل رئيسي يقومون بالمراهنة على أن أفكارهم ستكون لها شعبية بالسوق و في معظم الأحيان هذا لا يحدث ! استثمارك للوقت و المال في مشروع ريادي هو مخاطرة كبيرة جداً .

هذا لا يعني أن المشاريع الصغيرة لا تواجه المخاطرأبدا، في الحقيقة 20% من المشاريع الصغيرة تفشل في السنة الأولى مع ملاحظة أن المشاريع الصغيرة تفشل بالعادة بسبب ضعف إدارة التدفقات النقدية و التمويل. و لكن تبقى المخاطرة أقل في المشروع الصغير من مخاطرة كون فكرة المشروع الريادي قد لا تنجح بشكل ملائم في السوق المطلوب.

المصدر: بتصرف من:

https://www.fundera.com/blog/startup-vs-small-business

https://www.forbes.com/sites/gradsoflife/2019/12/05/5-myths-about-high-school-interns-and-why-you-should-hire-them/#73b975ef3914