أدى انتشار فيروس كورونا إلى فقدان الملايين لوظائفهم فقد حذرت منظمة العمل الدولية في دراسة لها أن قرابة 25 مليون وظيفة في العالم معرضة للضياع، فعمال العالم يواجهون أسوأ أزمة منذ الحرب العالمية الثانية. إلا أن هناك بعض المجالات التي توفر فرص شغل عديدة خلال هذه الفترة. 

بقاء ملايين من الأشخاص جالسين في منازلهم زاد الطلب على منتجات البقالة والطعام الجاهز والأدوية ومستحضرات التعقيم، كما أدى إلى ارتفاع الطلب على شركات توصيل المنتجات إلى المنازل. هذه الزيادة في الطلب على الوظائف  انتقلت كذلك لمجالات التسويق الإلكتروني والمبيعات، الطهاة، وظائف التوزيع بشركات الأدوية، والفنيين المتخصصين في الإصلاح والصيانة.

تأثير فيروس كورونا على فرص الشغل

أثر وباء كوفيد ـ 19 على الاقتصاد العالمي حتى كاد يصاب بالشلل. عرقل الإنتاج والإمداد واللوجستيك والنقل الجوي عبر العالم وأضعف الطلب العلمي، كما أصاب قطاعات المال والطيران والنقل والسياحة بخسائر كبيرة جراء إجراءات العزل والحجر الصحي وحظر التجول التي أقرتها الدول كحل لمواجهة هذا الوباء. و مع ذلك فقد تزامنت هذه الأزمة مع الحاجة لوظائف أخرى.

أعلنت شركات التجزئة وشركات التوصيل إلى المنازل عن فرص شغل بالجملة، إذ تأمل شركة انستاكارت في توظيف 300 ألف موظف، فيما ترغب مجموعة ولمارت في تعيين 150 ألف موظف جديد، و أمازون كذلك عبرت عن سعيها لاستقطاب 100 ألف موظف، خمسون ألف منها في الهند وحدها. شركات الطعام الجاهزهي الأخرى تحتاج موظفين جدد، فشركة بيتزا هت على سبيل المثال، أعلنت عن حاجتها ل 30 ألف موظف جديد، وشركة بابا جونز تود استقطاب 20 ألف موظف جديد.

في ضوء ما سبق، من المتوقع أن تشهد بعض قطاعات العمل في المنطقة ازدهاراً أكثر من غيرها خلال الأشهر القليلة المقبلة، إليكم أبرزها:

1. قطاع الإنترنت/التجارة الإلكترونية:

الحجر المطبق ساق معظمنا إلى استخدام شبكة الانترنت لغايات مهنية من أجل إنجاز المهام اليومية والتواصل مع فريق عملنا، وأيضا من أجل غايات شخصية  كشراء السلع الغذائية والبضائع الاستهلاكية عن بُعد وذلك لتجنب الاختلاط مع الآخرين والحد من العدوى ونشر الفيروس.

2. قطاع تطوير البرمجيات:

عرف سوق العمل في مجال التقنية طلبا كبيرا على الخبراء والمهندسين والتقنيين لتطوير وهندسة البرمجيات مع تزايد لجوء معظم الأشخاص حول العالم للتقنيات والبرمجيات المختلفة للتواصل وأداء مهام العمل اليومية ك تطبيق زوم الذي شهد نموا صاروخيا خلال هذه الفترة.

3. قطاع الخدمات اللوجستية/التوزيع:

أما بالنسبة لقطاع الخدمات اللوجستية/التوزيع، فقد شهد زيادة في عدد الوظائف المُعلنة فيه بنسبة 60%. فمن المتوقع بأن ينمو هذا القطاع بشكل كبير في ظل أزمة كورونا، مع تزايد الحاجة لخدمات نقل وتوزيع السلع والبضائع الضرورية.

4. قطاع  الأدوية:

أدت الأوضاع الصحية الراهنة بسبب انتشار فيروس كورونا إلى حاجة ملحة لشركات الأدوية ومزيد من الموظفين في أقسام الإنتاج والمبيعات والتوزيع، لتغطية حاجة المستشفيات والصيدليات المختلفة. دون أن نغفل البحث العلمي و تسابق الدول الكبرى للتوصل للقاح يخفف وطأة الأزمة.

 

رغم التداعيات المهولة التي سببها انتشار الفيروس فلعل أعظم مكسب حصلنا عليه في العالم العربي هو تسريع عملية رقمنة مجموعة من القطاعات.

لقد ساعد فيروس كورونا على تسهيل مجموعة من المهام خاصة تلك المتعلقة بالشؤون الإدارية و ساهم في تخفيض مدة الإجراءات الحكومية التي غالبا ما تحتاج لسنوات بجعلها وليدة أسابيع من التخطيط و التنفيذ المرن خاصة في مجالات التعليم، الصحة، تشريع القوانين و دعم المقاولات مما سينعكس إيجابا على سوق العمل العربي.