مُشكلتان رئيسيّتان تواجهان جميع الشبكات الاجتماعية الجديدة، الأولى هي الدائرة المُفرغة التي تُعاني منها، فالشبكات بحاجة للمستخدمين لتصير ذات قيمة، ولكن المستخدمين لن ينضمّوا للشبكة إلا إذا كانت ذات قيمة. وهكذا دوران في حلقة مفرغة، تماماً كالسؤال الفلسفي القديم ""من جاء أوّلاً، البيضة أم الدجاجة؟"". المُشكلة الثانية الطريقة التي ستنتشر فيها الشبكة الاجتماعية لمُستخدمين جُدد بشكلٍ سريع ودائم.

إذاً كيف يمكن لموقع جديد التغلّب على هتين المشكلتين ؟ إليكم بعض الأمثلة:

كيف فعلها الفيسبوك: البدء صغيراً وبشكل مُخصّص.

عندما بدأ مارك زوكربيرغ الفيسبوك في 2004، بدأه بشكل خاص ومخصوص، فهي كانت خاصّة لطلّاب جامعته. نفسيّاً هذا يُعطي انطباعاً عن كون طُلّاب الجامعة مُميّزين دوناً عن غيرهم. فهم لديهم تطبيقهم الخاص. وهذا جعل المستخدمين يرغبون في الانضمام.

بغضون شهر من الزمن، صار الفيسبوك يملك الآلاف من المستخدمين النشطيين، قاعدة مستخدمين كبيرة تُمثّل نصف منسوبي جامعة هارفارد، وأصبح موقِعاً مُفيداً على الفور، واحتوى على ميّزات سهّلت من تفاعل المستخدمين، وضَمِنت عدم خروجهم منه.

الآن ومع أكثر من مليارَي مستخدم للفيسبوك، لم يَعد الفيسبوك حِكراً على أشخاص مُعيّنين، وقد نجح زوكربيرغ في تجاوز المشكلتين عبرَ جمع مجموعات صغيرة من الناس وإعطائهم تطبيق يجعلهم يعتقدون أنهم متميّزين عن غيرهم كونِهم أحد أعضاء الموقع. العلامات التجاريّة دائماً ما تستخدم هذه الطريقة، فيقومون بتخصيص منتجاتهم لفئةٍ مُعيّنة مما يدفع الناس للبحث والتساؤل حول هذا المنتج أو الخدمة، وكما يُقال ""كل ممنوع مرغوب"".

كيف فعلها تويتر: الوقوف عند رغبات المُؤثّرين والملهمين.

قد تكون بدايات تويتر مُثيرة للسخرية حيثُ احتوى على العديد جداً من الحسابات الوهميّة، واليوم هو من أبرز الشبكات الاجتماعية حيثُ وصل عدد المستخدمين فيه لـ300 مليون مُستخدم نشط.

تويتر حلّ مُشكلتيه الاثنتين بالوقوف عند رغبات مهووسي التقنية والمؤثّرين والملهمين حول العالم، وتقديم جميع الخدامات التي يحتاجونها لهم.

كيف فعلها فورسكوير: استخدام علم نفس الألعاب.

فورسكوير أفضل مثال لشبكة اجتماعية ليس فيها الكثير من الفائدة إلّا بمشاركة المعلومات. استغلّ المؤسّسين نافين سيلفادوراي ودينيس كراولي مَعرفتهم بألعاب الفيديو وانشأوا نظاماً يُشعِر المستخدم بأنه يلعب بدلاً من تصفّحه لشبكة اجتماعيّة. فهناك أوسِمة لزيارة الأماكن الجديدة، وزيادة في النقاط عند استخدام التطبيق، والمستخدم الذي يُسجّل دخوله من مكان مُعيّن أكثر من غيره يُصبِح هو عمدة ذلك المكان"

(مقال مترجم)