هل عليك اطلاق مشروعك الناشئ قبل اكتماله؟

مشروعك الناشئ الذي سهرت على تخطيطه وبنائه لأشهر طويلة، اقترب من الاكتمال. فهو الآن لم تكتمل واجهاته بالشكل النهائي، ويحوي الموقع عددا من الإشكاليات البرمجية bugs التي تقوم الآن بالبحث عنها وحلها.

بناء على ذلك، لديك الآن أحد الخيارين التاليين:

  • الأول: الانتظار لمدة ٣ أشهر وإطلاق الموقع بشكل أفضل.
  • الثاني: إطلاقه المشروع الآن بما فيه من مشاكل وواجهة سيئة.

التفكير المنطقي سيقودك إلى أن تختار الأول. فلماذا تطلق منتجا لم يكتمل، وتدفع الناس على رؤية الأخطاء ومن ثم تكرهم وتترك المنتج بعد أول استخدام له. هذا التفكير سليم تماما في الشركات، فالشركة التي لديها آلاف أو حتى ملايين العملاء (مثلا آبل) لا تريد أن تنتج هاتف آيفون ٦ بلس، ثم في النهاية ينثني إن جلست عليه، لتشتعل الآخبار ومواقع التواصل بالاستهزاء بالشركة ومنتجاتها ويجعلها تخسر الكثير من سمعتها (أظنكم تذكرون القصة تماما). ولا أريد أن اذكر قصة جالاكسي نوت v الذي ينفجر بسبب خلل في البطارية، لأن المقصود بهذه المقالة الاشكالات البسيطة (كالانثناء مثلا)، أما الانفجار فهذه كارثة خارج نطاق المقالة.

لكن عليك أن تعرف أن القاعدة في المشاريع الريادية مختلفة تماما. الاختلاف الرئيسي هو في “خصائص جمهورك”.

الجمهور الذي يستهدفه المشروع الناشئ مختلف بشكل جذري. فهو لا يستهدف الجميع، وانما يستهدف مجموعة اولية قليلة من الجمهور الذين لديهم مشكلة لم تتمكن المنتجات الحالية من حلها. هذا الجمهور لن يهمه عادة شكل المنتج او غلافه (الا ان كان الغلاف هو ما تبيعه في منتجك او ما يميز منتجك).

هذا الجمهور الصغير المتحمس يسمى بالمبدعين و أوائل المتبنين

Innovators and Early Adopters

تم تسميتهم كذلك لانهم اوائل من سيتلقف منتجك ويدعمه. أهم شيء لدى هؤلاء، هو ان تحل مشكلتهم، بغض النظر عم شكل الواجهات او المشاكل الصغيرة هنا وهناك.

يقول ريد هوفمان، المؤسس الشريك لموقع لنكدان:

'If you're not embarrassed by the first version of your product, you've launched too late'

وتعني:

إن لم تشعر بالحرج عند رؤيتك للنسخة الأولى من مشروعك، فذلك يعني أنك تأخرت كثيراً في إطلاقه.

الخلاصة أنك في المشاريع الناشئة ، عليك أن تطلقه بأسرع وقت ممكن. وبذلك تختار الخيار رقم ٢.

وذلك ليتسنى لك الحصول على أكبر عدد من الملاحظات والتعليقات من جمهورك. ثم تقوم بتحديثه وتعديله بناء على طلبات جمهورك وبما يتناسب معهم. وتعد هذه الطريقة أحد الأساليب المستخدمة في لين ستارت اب Lean Startup

أما لو اخترت الخيار رقم ١، فذلك يعني أنك تأخرت كثيرا وأنت تعدل وتحسن دون أن تستمع لرأي جمهورك. وهذا يعني في معظم الأحيان (إن لم يكن في جميعها)، بإنك تعدل وتحسن في الأماكن الخطأ والتي لا تهم عملاءك.

إن كان هذا المشروع مشروعك، ماذا ستختار؟